إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

124 ـ الإمام أبو حنيفة (80 ـ150 هـ) (699 ـ 767 م)

هو النعمان بن ثابت بن زوطي بن ماه الفقيه المحدث صاحب المذهب الحنفي. ولد بالكوفة في خلافة عبد الملك بن مروان، وتربى فيها وعاش فيها أكثر حياته، وتوفى ببغداد. كان ذكياً فطناً، سريع البديهة، قوي الحجة، حسن الهيئة والمنطق، كريماً مواسياً لإخوانه، زاهداً، متعبداً . ويعد أبو حنيفة من التابعين حيث لقي من الصحابة: أنس بن مالك، وعبدالله بن أبي اوفي، وسهل بن سعد الساعدي، وأبا الطفيل بن عامر بن وائلة، وروى عنهم الكثير.

كان أبو حنيفة يعمل بالتجارة بصدق وأمانة، اكتسب خبرة في العرف والعادة والمعاملات وطرق الناس في البيع والشراء والمداينات ، فكان في ذلك صاحب خبرة ومران. وقد أُطلق عليه الخزاز نظراً لتجارته في الخز.

تفقه على أستاذه حماد بن أبي سليمان، وقد لازمه ثماني عشرة سنة، حتى قال حماد: "أنزفتني يا أبا حنيفة" كناية عما أخذ منه من علوم.

كان أبو حنيفة يعمل بكتاب الله أولاً، فإن لم يجد فبالسنة، فإن لم يجد، رجع إلى قول صحابي، أو إجماع، وإلا فالقياس أو العرف.

تولى رئاسة حلقة أستاذه حماد، وكان من بين الحلقة الفقهاء والقراء والمحدثون، وتميزت حلقة أبي حنيفة بالتعمق في بحث المسائل الفقهية والمناظرة وكثرة الاستدلال.

ذكر المؤرخون أن لأبي حنيفة كتباً كثيرة منها كتاب "العلم والتعلم"، وكتاب "الرد على القدرية" وكتاب "الفقه الأكبر"، وصح أنه انفرد بإخراج 215 حديثاً سوى ما اشترك في إخراجه مع بقية الأئمة.

وكان لأبي حنيفة تلاميذ بلغ عدد من دون منهم مذهبه أربعين إماماً، اشتهر منهم: أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، ومحمد بن الحسن بن فرقد الشيباني وزُفر بن الهذيل.

وقد اشتهر المذهب الحنفي في الكوفة، وبغداد، ومصر، والشام، وبلاد المغرب العربي، واليمن، والهند، وفارس والصين.